الملكية والعائلة المالكة في السويد
السويد ملكية دستورية، مما يعني أن واجبات رئيس الدولة ينظمها القانون الأساسي. والملك هو ممثل السويد ورمز للبلاد بصفته رئيس دولة غير سياسي.
السويد ملكية منذ القرن التاسع الميلادي، دون أي انقطاع. إن هذا التراث التاريخي والثقافي الدائم منذ أكثر من ألف سنة فريد من نوعه في العالم. وعلى الرغم من أن دور رئيس الدولة تغيّر مع تطور المجتمع، فإن النظام الملكي يرمز إلى الاستمرارية والتقاليد، وهذا أمر لديه أهمية متزايدة اليوم في عالم سريع التغير. جلالة الملك كارل السادس عشر غوستاف رئيس دولة السويد منذ عام 1973. وفي عام 2018، أصبح أيضًا أطول الملوك جلوسًا على الكرسي الملكي.
يعمل الملك وفقًا لشعاره "من أجل السويد – تماشيًا مع العصر".
العائلة المالكة
تضم العائلة المالكة الملك والملكة، وأطفالهم الثلاثة وأزواجهم، بالإضافة إلى الأحفاد الثمانية.
وُلد الملك كارل السادس عشر غوستاف في قصر هاغا في عام 1946 كأصغر خمسة أشقاء. في عام 1976، تزوج الآنسة سيلفيا سومرلاث، المولودة في عام 1943، التي أصبحت من خلال الزواج ملكة السويد.
وُلدت ولية العهد فيكتوريا في عام 1977، وهي متزوجة من الأمير دانيال، المولود في عام 1973. للزوجين طفلان: الأميرة إستيل، من مواليد عام 2012 والأمير أوسكار، من مواليد عام 2016. تعيش العائلة في قصر هاغا في سولنا، حيث عاش الملك أيضًا خلال جزء من طفولته.
الأمير كارل فيليب، المولود في عام 1979، لديه ثلاثة أطفال مع زوجته الأميرة صوفيا، التي وُلدت في عام 1984: الأمير ألكسندر، ولد في عام 2016، والأمير غابرييل، ولد في عام 2017 والأمير جوليان، من مواليد عام 2021. تعيش العائلة في جزيرة جورجاردن في ستوكهولم.
الأميرة مادلين، المولودة في عام 1982، تعيش في الخارج مع زوجها السيد كريستوفر أونيل، المولود في عام 1974. للزوجين ثلاثة أطفال: الأميرة ليونور، من مواليد عام 2014، والأمير نيكولاس، المولود في عام 2015 والأميرة أدريان، من مواليد عام 2018.
الملك وولية العهد، إلى جانب الملكة والأمير دانيال، هم الممثلين الرئيسيين للسويد داخل البلد ونحو بلدان أخرى على حد سواء. ويكرس الأمير كارل فيليب والأميرة صوفيا والأميرة مادلين عملهم بشكل رئيسي للمؤسسات والأنشطة غير الربحية التي أسسوها و/أو شاركوا فيها. وبالإضافة إلى ذلك، يقومون بمهام رسمية معينة نيابة عن الملك.
الحق في التاج
يتم تحديد ولاية العهد من خلال نظام تتابع الجلوس على العرش، وهو أحد القوانين الأساسية الأربعة في السويد. في عام 1979، غيّر البرلمان السويدي نظام تتابع الجلوس على العرش، بحيث يرث الابن الأكبر للملك العرش، بغض النظر عن الجنس. وتعني التغييرات أيضًا أن أحفاد الملك الحالي فقط لهم الحق في ميراث عرش السويد، وليس أي فروع أخرى من عائلة برنادوت. ولية العهد فيكتوريا هي الأولى في نظام تتابع الجلوس على العرش، ثم تأتي الأميرة إستيل.
واجبات رئيس الدولة
الملك، بصفته رئيس الدولة، لديه أولاً وقبل كل شيء مهام رسمية وتمثيلية للدولة، ويمكنه أيضًا أن يضع بصمته الخاصة على ممارسة واجباته في حدود شكل الحكم.
وتشمل واجبات الملك ما يلي:
- فتح دورة البرلمان بناء على طلب رئيس البرلمان. ويحدث ذلك عادة مرة كل عام في أيلول/سبتمبر ويمثل بداية سنة العمل البرلمانية. ويُقام الاحتفال في قاعة البرلمان، حيث يلقي الملك أيضًا خطابًا أمام أعضاء البرلمان.
- رئاسة المجالس التي تُعقد في القصر الملكي. يُعقد مجلس تبديل الحكومة عندما تتولى حكومة جديدة مهامها. كما تُعقد مجالس إعلامية بشكل منتظم لكي تُتاح الفرصة لوزراء الحكومة في إعلام رئيس الدولة وولية العرش عن سياسة الحكومة. وعند حدوث ولادة داخل البيت الملكي، يدعو الملك الحكومة أيضًا إلى عقد مجلس للإعلان عن اسم الطفل ولقبه.
- رئاسة لجنة الشؤون الخارجية، وهي هيئة لمداولات السياسة الخارجية بين الحكومة والبرلمان. تجتمع اللجنة في القصر الملكي.
- القيام بزيارات رسمية. يمثل الملك السويد في الزيارات الرسمية القادمة والخارجة، وتهدف الزيارات الرسمية إلى بناء العلاقات الشخصية بين الدول وإلى زيادة التبادلات في مختلف المجالات. يتم تخطيط الزيارات الرسمية بالتشاور مع الحكومة، خاصة وزارة الخارجية، وتهدف إلى التأييد على وجود علاقات جيدة بين البلدان.
- يستقبل الملك السفراء الأجانب الوافدين حديثًا عدة مرات في السنة في مقابلات رسمية. وخلال احتفال تقليدي، يتم نقل السفير في عربة استعراض إلى القصر الملكي لكي يستقبله رئيس الدولة في مقابلة رسمية. ووفقًا للعادات الدولية، لا يمكن للسفير الجديد العمل رسميًا في البلد إلا بعدما يكون سلّم خطاب الاعتماد الرسمي إلى رئيس الدولة المضيفة.
تعزيز المصالح السويدية
يعمل الملك على تعزيز المصالح السويدية ولديه برنامج تمثيلي واسع النطاق في السويد. يستند التخطيط إلى مبادرات خاصة به وإلى عدد كبير من طلبات المشاركة في مناسبات متعددة في مختلف قطاعات المجتمع. ويدعم الأعضاء الآخرون من العائلة المالكة الملك بنشاط في دوره كرئيس للدولة. تشمل الأنشطة البرنامجية الرسمية عدة مجالات:
- العلاقات الخارجية مع ممثلي البلدان الأخرى
- العلاقات الداخلية مع ممثلي السلطات والمنظمات المحلية والإقليمية والوطنية
- العلاقات مع القطاع التجاري والصناعي السويدي
- القوات المسلحة السويدية
- الطبيعة والعلوم البيئية والبحوث والثقافة
- الأعمال الخيرية من خلال المؤسسات الملكية
التراث الثقافي الملكي
كما تشمل مهمة رئيس الدولة جعل القصور الملكية والمناطق البرية المرتبطة بها متاحة للجمهور، فضلًا عن إدارة مجموعات المنقولات الحكومية العديدة ورعايتها وعرضها. بالإضافة إلى القصور العشر التي تحتوي على مجموعات قيّمة والتي يتم عرضها سنويًا لعدة ملايين من الزوار، يدير الملك ويهتم برعاية مناطق المتنزهات والغابات الكبيرة في ستوكهولم وبالقرب منها.
التمثيل الرسمي
تدعو العائلة المالكة كل عام إلى أنواع مختلفة من حفلات العشاء التمثيلية في القصر الملكي. والضيوف هم ممثلون عن السويد الرسمية وأشخاص التقت بهم العائلة المالكة خلال رحلاتها في البلاد. كما تتم دعوة أيضًا ممثلين من القطاع التجاري والصناعي والعلوم والرياضة والثقافة ووسائط الإعلام.
دور ولية العرش
تلعب ولية العهد دور رئيسة مؤقتة للدولة عندما يوجد مانع لا يسمح للملك من أداء واجباته كرئيس للدولة، على سبيل المثال أثناء رحلة إلى الخارج إلى مكان بعيد أو يصعب الوصول إليه. بصفتها ولية العهد، تحضّر وريثة العرش دورها كرئيسة للدولة بعدة طرق وتعمل سوية مع الملك للحصول على نظرة ومعلومات عن القضايا الوطنية والدولية. وبالإضافة إلى أنشطتها البرنامجية الخاصة، تشارك ولية العهد في لجنة الشؤون الخارجية واجتماعات الحكومة، وكذلك في الاحتفالات الرسمية مثل الزيارات الدولية القادمة، وافتتاح دورة البرلمان، واحتفالات اليوم الوطني. وإلى جانب الأمير دانيال، تقوم ولية العهد أيضًا بزيارات رسمية إلى الخارج بالتشاور مع الحكومة.
التزامات العائلة المالكة والمؤسسات الخيرية
بالإضافة إلى المهام الاحتفالية والتمثيلية للدولة وفقا للقانون الأساسي، فإن الأسرة المالكة تساهم بطرق مختلفة في القضايا الاجتماعية الملحة. من خلال التكريس والرعاية يتم تعزيز الأعمال التي تقوم بها المنظمات والجمعيات والمؤسسات.
جلالة الملك كارل السادس عشر غوستاف
المناخ والبيئة والطبيعة
يشارك الملك مشاركة قوية في القضايا المتعلقة بالمناخ والبيئة ولديه معارف واسعة في كلا المجالين. ومنذ عام 1988، يرأس الملك المنظمة السويدية للصندوق العالمي للطبيعة. تشمل العديد من نقاط برنامج الملك في السنوات الأخيرة قضايا الزراعة والحراجة السويدية، بالإضافة إلى القضايا المتعلقة بمصايد الأسماك. يتعلق الأمر على سبيل المثال بتطوير الأغذية السويدية تحت عنوان "من المزرعة إلى الطاولة". كما يبدي الملك اهتمامًا كبيرًا بالقضايا المتعلقة بالغابات السويدية والفرص المتاحة لصناعة الغابات في الانتقال إلى اقتصاد حيوي أكثر استدامة ومجتمع خال من الحفريات، على سبيل المثال القضايا المتعلقة بالوقود الحيوي وبناء المساكن المستدامة.
الحركة الكشفية والقيادات الشابة
يشارك الملك منذ الطفولة في أنواع مختلفة من الأنشطة الكشفية، في السويد وفي الخارج على حد سواء. ويحل الملك منصب رئيس شرف للكشافة السويدية، ورئيس شرف للمنظمة العالمية للحركة الكشفية منذ عام 1977. بمناسبة عيد ميلاد الملك الستين، تم تشكيل مؤسسة الملك كارل السادس عشر غوستاف لجمع التبرعات للقيادات الشابة، بهدف تعزيز تعليم الشباب في مجال القيادة على أساس القيم التي يتم التعبير عنها في الحركة الكشفية. ويتم ذلك من خلال توزيع منح دراسية للقادة الشباب الذين يستحقونها عن جدارة للحصول على المزيد من التدريب على القيادة، ودعم التدريب القيادي للحركة الكشفية، بالإضافة إلى دعم تطوير الشباب وتعليمهم على القيادة في مجال القطاع التجاري والصناعي والقطاع العام والمنظمات غير الربحية.
التكنولوجيا والتنمية الصناعية
قاد الملك لعدة سنوات رحلات الوفود، المعروفة باسم بعثات التكنولوجيا الملكية، تحت رعاية الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم الهندسية. الغرض من هذه الرحلات هو دراسة المعارف التكنولوجية والصناعية جنبًا إلى جنب مع ممثلين عن مجال البحث العلمي والقطاع التجاري والصناعي والسلطات العامة، بالإضافة إلى تحفيز التعاون في هذه المجالات.
جلالة الملكة سيلفيا
مؤسسة الطفولة العالمية
في عام 1999، باشرت الملكة بتأسيس المؤسسة العالمية للطفولة. تهدف المؤسسة، التي تتعاطى الملكة منصب رئيسة الشرف فيها، والتي تشارك فيها الأميرة مادلين أيضًا، إلى تحسين ظروف الأطفال المستضعفين والأطفال المعرضين لخطر العنف أو الاعتداء الجنسي. دعمت المؤسسة على مر السنين أكثر من 1000 مشروع في عدد كبير من البلدان.
المنتدى العالمي للأطفال
في عام 2009، أطلقت الأسرة المالكة المنتدى العالمي للأطفال. والمؤسسة هي منتدى لزيادة المعرفة حول حقوق الطفل في النطاق التجاري والصناعي، ودعم الشركات لدمج هذه المنظورات في نشاطاتها من خلال أدوات فعّالة.
سيلفياهيميت
تم تأسيس مؤسسة سيلفياهيميت في عام 1996 بمبادرة من الملكة، التي تترأس مجلس الإدارة فيها. تهدف مؤسسة سيلفياهيميت إلى تشجيع البحوث والتعليم، وبالتعاون مع الكلّية الجامعية صوفياهيميت ومعهد كارولينسكا، تقدم دورات دراسية للمسؤولين عن العون الحكومي والممرضين المساعدين والممرضين والمعالجين المهنيين وأخصائي العلاج الطبيعي والأطباء في مجال رعاية الخرف. كما تصادق سيلفياهيميت على وحدات رعاية كاملة في مجال رعاية الخرف.
مؤسسة مينتور
في عام 1994، أسست الملكة مؤسسة مينتور العالمية، التي تعمل من أجل تقوية الشباب ومنحهم احترام الذات والقدرة على النمو من خلال التوجيه والإرشاد. والرؤية هي عالم يمكن فيه للشباب أن ينموا ويتطوروا بشكل صحي وخالي من المخدرات. شارك أكثر من 100,000 شاب في السويد في برنامج مينتور. بالإضافة إلى السويد، يوجد لمؤسسة مينتور فروع في ألمانيا وإنجلترا وليتوانيا ولاتفيا والولايات المتحدة والدنمارك. وعلاوة على ذلك، تعمل مؤسسة مينتور العربية كمنسق إقليمي لأنشطة عديدة في 22 بلد عربي. تترأس الملكة مؤسسة مينتور العالمية ولديها أيضًا منصب عضو شرف في مؤسسة مينتور السويدية.
جلالة ولية العهد فيكتوريا
أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة
في يناير/كانون الثاني 2016، عيّن الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك بان كي مون ولية العهد واحدة من بين 17 سفير لمجموعة مناصرة أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 التي وضعتها الأمم المتحدة. والسفراء مكلفون بزيادة الوعي حول أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة. وتعمل ولية العهد الآن كسفيرة للخريجين الجامعيين وتواصل العمل في المقام الأول مع قضايا المياه والصحة.
الأطفال والشباب
ولية العهد ملتزمة التزامًا عميقًا تجاه الأطفال والشباب. حيث أسست سوية مع الأمير دانيال، بعد حفل زفافهما في عام 2010، مؤسسة ولية عهد السويد الأميرة فكتوريا والأمير دانيال التي تهدف إلى مساعدة الأطفال واليافعين في السويد في سبيل الحد من العزلة الاجتماعية وتعزيز الصحة الجيدة.
وتم إنشاء صندوق ولية العهد فيكتوريا في عام 1997 الذي يهدف إلى تمكين الأطفال والشباب ذوي الإعاقة و/أو الأمراض المزمنة من الحصول على وقت فراغ نشط.
أعمال السلام الدولية
تشارك ولية العهد فيكتوريا بشكل خاص في القضايا المتعلقة بإدارة الأزمات والصراعات، وأعمال العون الحكومي، والأنشطة الدولية لتعزيز السلام. وقد حضرت العديد من فعاليات الأمم المتحدة في عدة مناسبات.
جلالة الأمير دانيال
القضايا الصحية
يركّز الأمير دانيال بقوة على القضايا الصحية، على سبيل المثال المشاركة في قضايا التبرع والمبادرات المتعددة مثل سباق الأمير دانيال ويوم الرياضة، اللذان يقامان سنويًا لتشجيع المزيد من الشباب على الحركة وممارسة الرياضة. كما أن الأمير دانيال لديه منصب رئيس شرف لمجلس إدارة مؤسسة القلب والرئة، وقد أعطى اسمه لمنحة الأمير دانيال البحثية للباحثين الواعدين الأصغر سنًا.
في صيف عام 2016، أطلق الأمير دانيال منظمة جينيريشان بيب (Generation Pep) سوية مع شركات ومؤسسات ومنظمات غير ربحية سويدية. وهدفها هو أن تتاح لجميع الأطفال والشباب في السويد الفرصة والرغبة في أن يعيشوا حياة نشطة وصحية. تعمل منظمة جينيريشان بيب على نشر المعرفة والإلهام، ودعم كل من الأطفال والشباب، وكذلك الآباء وغيرهم من البالغين المقربين من الأطفال.
ريادة الأعمال
كما يشارك الأمير دانيال في قضايا ريادة الأعمال ويعمل على تعزيز ريادة الأعمال بين الشباب. يزور الأمير مباريات بطولة السويد في ريادة الأعمال الشباب سنويًا وهو عضو في المجلس الوطني لريادة الأعمال بين الشباب.
تم إطلاق مشروع زمالة الأمير دانيال وبرنامج ريادة الأعمال في عام 2013. المشروع هو تعاون طويل الأمد بين الأمير دانيال والأكاديمية الملكية السويدية للعلوم الهندسية، حيث يقوم الأمير، جنبًا إلى جنب مع رواد الأعمال وكبار رجال الأعمال، بزيارة المدارس الثانوية العليا والجامعات والكليات الجامعية في السويد لإلهام الشباب لريادة الأعمال.